الاثنين، سبتمبر 15، 2008

الكلمة رسالة

الكلمة رسالة. تحمل بمضمونها معان كثيرة، تسعدنا برقتها، و تحزننا بقسوتها، و كم من الأحيان .. تصيبنا بالحيرة.
الكلمة رسالة. قد تكون عامة أو خاصة، لعدو أو لصديق. و قد تحمل بمضمونها سر عميق، و من المحتوى ما يصيب القلب، فإما أن يفرح به .. أو يضيق.
و إن صح التعبير، فالرسالة تعبير، عن شكر و امتنان و تقدير، أو عتب و توبيخ لتقصير. و قد تكون تنبيه أو تحذير، بعكس ما نتمنى من التهاني و التباشير.
يرسل بعضنا مشاعره بكلمات مكتوبة، يعبر عن ما في جوفه من أمور مفرحة، أو مصائب منكوبة. يحاول جاهدا إيصالها بصدق التعبير، راجيا كل الرجاء، أن ينال تقبل من حوله لما يحمل من فكر و آراء، بل و ليتخلص مما يعاني من الكبت و الاستياء.
و على الرغم من اجتهادي بإيصال أو إرسال ما أضمر من أحاسيس، بصيغة واضحة صريحة، ظاهرها لا يختلف عن ما خلف الكواليس، الا انني مدرك بأن الكلمة الموزونة، بمعانيها المضمونة، تحتاج دوما للأذن الصاغية، و العقول المتفتحة السامية، فكما للحديث آداب و مقاييس، فإن للاستماع و حسن الإصغاء أيضا .. آداب و مقاييس.
و انني - و من هذا المنطلق - أتفق مع بعض الزملاء، المثقفين العقلاء، ان لم تجد الكلمة مسارها السليم للعقول، و لم تلاقي بلاغة التعبير و مصداقية الرسالة أي قبول، ستجرد الكلمة من معان تحملها، و مشاعر ترسلها، ليلتف الحوار على حلقات الاستفهام، ثم إلى معترك الخلاف، و نبذ الوئام، فالحرب حرب المشاعر، رفعت راياتها بالضغينة، و غابت باشتعالها الكلمات الرزينة، فبئسها من هيجاء من قبل أن تدق طبولها، يغنم بها العقل أسير، و الأخلاق رهينة.
و كما ذكرت من قبل، بأن الأخلاق من رايات الحق محل القطب من الرحى، لئن دارت بما درات، فبثبات قطبها و ارتكازها، و لئن فقدت الرايات أخلاقها، فبئس الرايات لامرىء يبصرها.
و نواصل المسير، بتبادل الذمام، ففي النهاية المنطق هو الملام، و قد وجهت اليه أصابع الاتهام، الا انه تقهقر ذليلا قبل الانضمام.

فعلا يا هذيان، في أغلب الأحيان، الصمت .. أبلغ من الكلام.

كم من كلمة ..
تعالت بها الأصوات ..
و كم من المشاعر ..
أرسلتها الآهات ..
فلم تكن بأبلغ من ..
نظرة ..
من احدى الجميلات!